لتحميل الصور على هيئة pdf الهمة 
Type Here to Get Search Results !

الهمة 

0

 




 

 
الهِمّةُ
 
 
غداً...
غداً سأتغيَّرُ..... 
غداً سأبدأُ  بتنفيذِ الخطّةِ الجديدة لتغيرِ حياتي.....
مَن مِنّا فكَّرَ بهذه الكلمات ولم ينفِّذْها؟؟ 
مَن مِنّا قرَّرَ تغييرَ حياتهِ للأفضلِ ولم ينفِّذْ؟؟
مَن مِنّا قرَّر استخدامَ أسلوبٍ جديدٍ لتربيةِ أطفالِه، ولكنَّه بقيَ على ما كان عليه؟؟ 
حالاتٌ كثيرةٌ جدّاً يكونُ فيها الحقُّ واضحاً، ونكونُ مقتنعين بأنَّ هذا هو الحقُّ، لكن لا نملكُ همّةً تحملُنا على سلوكِ هذا الطَّريق؟؟!
أين همَّتُنا؟؟ 
أين عزيمتُنا؟؟ 
أين إرادتُنا؟؟ 
إذا لم نملكْ همّةً عاليةً لتحقيقِ ما نحن مقتنعون به، فالأمرُ ليس بيسير.
نحن بحاجة للهمّةِ في جميعِ شُؤونِ حياتِنا:
التَّربيةِ
الدِّراسةِ
الطَّعامِ والشَّراب
الحياةِ اليوميّة
العبادةِ 
إنَّ الدُّنيا بُنِيَت على الكَدْح، قال تعالى:
﴿يا أيُّها الْإنْسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ [الانشقاق: 6]
 إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا ينظرُ إلى أشكالنا، ولا إلى صورنا، ولكن ينظرُ إلى قلوبنا وأعمالنا.
إنَّ علوَّ الهِمّةِ من الإيمان.
 إن علَتْ همَّتُنا قَوِيَت إرادتُنا.
 
فما هي الهِمّةُ؟
 
الهِمّةُ: هي الباعثُ على الفعل، وتُوصَفُ بالعلوِّ أو بالهبوط، فقد يتفوَّقُ شخصٌّ بهمَّتِه العالية، وقد يتدنَّى شخصٌ عن آخرَ بكسلِه وهبوطِ همَّتِه!
 إنَّ الهِمّةَ محلُّها القلب...، والقلبُ لا سلطانَ عليه غيرَ صاحبه! فلا أحدَ يستطيعُ التَّحكُّمَ بقلبِك وهمَّتِك إلا أنت!.... فنحن المخلوقونَ الأوَّلونَ المسؤولونَ عن أعمالنا... عن همَّتِنا.... عن عزيمتِنا!
يقول الدكتور محمَّد راتب النابلسي: "افعلْ ما شئتَ! ولكنْ حضِّرْ جواباً لله عزَّ وجلَّ في كلِّ ما تفعلُ!".
 علينا - بصفتِنا بشراً - أن نختارَ هدفاً كبيراً لتحقيقِه في حياتِنا كي نكونَ سُعداء، إنَّ هذا الهدفَ الكبيرَ سيعطينا همّةً عالية، نحن بحاجةٍ إلى إرادة، والإرادةُ تحتاجُ إلى همّة، وما لم تملكْ هذه الهِمّةَ فلن تصلَ إلى شيء.

 
ما هي وسائلُ امتلاكِ هذه الهِمّةِ العاليةِ التي تُتَرجَمُ إلى إرادةٍ قويّة؟ 
 قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعلَ اللهُ غِناهُ في قَلبِه، وجمعَ عليهِ شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدُّنيا وهيَ راغِمةٌ، وَمَنْ كانَتِ الدُّنيا هَمَّه، جعلَ اللهُ فَقْرَهُ بينَ عَينَيهِ، وفَرَّقَ عليه شَمْلَهُ، ولم يأتهِ من الدُّنيا إلاّ ما قُدِّرَ له)).
حديث صحيح، رواه الترمذي (رقم: 2465) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وصحَّحه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم: 949).
 
إذاً ما الذي يهمُّك؟
ما الذي يقلقُك؟
نحن جميعاً 
ما الذي يهمُّنا؟
ما الذي يقلقُنا؟
ما الذي نرجوه من هذه الدُّنيا؟
ما الذي يُرضينا؟
وما الذي يغضبُنا؟
نحنُ نعيشُ لمن؟ 
نحن مخلوقونَ مكرَّمونَ من اللهِ عزَّ وجلَّ، فإذا أيقنّا أنَّنا لله عزَّ وجلَّ ، وأنَّ حياتَنا وأفعالَنا وتصرُّفاتِنا كلَّها لله عزَّ وجلَّ حينَها فقط سنَسعدُ، وعندما نقلقُ لأنَّ تصرُّفاتِنا ليسَت كما ينبغي أن تكونَ معَ الله هذهِ نعمةٌ كبيرة!
إنَّ الله عزَّ وجلَّ ملكُ الملوك، والوصولُ له متاحٌ لكلِّ إنسان!
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: 
"الطَّرائقُ إلى الخالقِ بعددِ أنفاسِ الخلائقِ".
 ألفُ طريقٍ مُوصِلٍ إلى الله من الأعمالِ الصّالحة، والعملُ الصالحُ يرفعُ رتبتَكَ عندَ الله عزَّ وجلَّ.
قال تعالى:
﴿فمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادةِ رَبِّهِ أحَداً﴾[الكهف: 110].
 
أسبابُ الارتقاءِ بالهِمّة:
 
١. إرادةُ الآخرةِ
قالَ تعالى عزَّ وجلَّ:
﴿وَمَنْ أرادَ الْآخِرةَ وَسَعَىٰ لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً﴾[الإسراء: 19]. 
 
٢. العلمُ والبصيرة:
سبحانَ الله كلَّما تعلَّمَ الإنسانُ وأنارَ بصيرتَه بالعلمِ تقرَّبَ إلى الله عزَّ وجلَّ، فإنَّ الله تباركَ وتعالى لم يخلقْ شيئاً عبثاً.
 
٣. كثرةُ ذكرِ الموتِ:
 عندما نتذكَّرُ الموتَ نتذكَّرُ أنَّ هذه الدُّنيا وكلَّ ما فيها فانيةٌ، وأنَّ الآخرةَ هي الحياةُ الباقية.
 
٤. الدُّعاءُ:
إنَّ الدعاءَ جنّةُ القلبِ و غذاءُ الرُّوح.
الدُّعاءُ قوّةُ المؤمنِ وسلاحُه.
الدُّعاءُ طريقٌ من قلبِ المؤمنِ يصعدُ للسَّماواتِ السَّبعِ؛ ليصلَ لله تعالى.
الدُّعاءُ فيه سعادةٌ وراحةٌ للمسلم.
 
٥. صُحبةُ أولي الهِمّةِ العالية:
قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:
((إنَّ مِنَ النّاسِ مَفاتِيحَ للخَيرِ مَغالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإنَّ مِنَ النّاسِ مَفاتِيحَ لِلشَّرِّ، مَغالِيقَ لِلخَيرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفاتِيحَ الخَيرِ على يَدَيهِ)).
حديث صحيح، رواه ابن ماجه (رقم: 237) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وصحَّحه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم: 1332). 
 
فلنحرصْ على مصاحبةِ مفاتيحِ الخير
 
٦. نصيحةُ المخلِصين:
 قال صلَّى الله عليه وسلَّم:
((الدِّينُ النَّصِيحَةُ... للهِ وَلِكِتابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأئِمَّةِ المُسلِمِينَ وَعامَّتِهِم)).
حديث صحيح، رواه مسلم (رقم: 55).
 
٧. مجاهدةُ النَّفسِ عن الكسل
قال تعالى عزَّ وجلَّ:
﴿والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنا﴾[العنكبوت: 69].
 
أسبابُ هبوطِ الهِمّةِ:
١. حبُّ الدُّنيا
٢. الوَهن
٣. الفُتور
٤. إهدارُ الوقتِ الثَّمين
٥. العجزُ والكسل
٦. الغَفلة 
٧. الجهل
٨. التَّسويف والتَّمنِّي
٩. صحبةُ ضعافِ الهِمّةِ من طُلاّبِ الدُّنيا
١٠. تركُ طلبِ العلم
 
مَن أرادَ سلعةَ الله ... مَن أرادَ الجنّةَ؛ سلعةَ الله الغالية... مضى يكدحُ في السَّعيِ لها
قال الله تعالى:
﴿وَمَنْ أرادَ الْآخِرةَ وَسَعَىٰ لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً﴾[الإسراء: 19]. 
 أخواتي: إنَّ أطفالَنا أمانةٌ لدينا، فإذا ربَّيناهم على مخافةِ الله عزَّ وجلَّ، وعلى طاعةِ الله عزَّ وجلَّ، وعلى حبِّ الله عزَّ وجلَّ، فسنرتقي في الدُّنيا والآخرة، فإنَّ الإنسانِ لا يُولَدُ عالماً، وإنَّما يتربَّى ليصبحَ أعلمَ وأفضلَ وأكملَ وأقربَ إلى الله عزَّ وجلَّ.
فيمكنُ أن نصلَ إلى أعلى مرتبةٍ في الجنّةِ بتربيةِ أبنائِنا؛ لأنَّ هؤلاء الأطفالَ هم رجالُ الغد، وأبطالُ الغد. 
فلنتوكَّلْ على الله عزَّ وجلَّ، ولنُخلِصْ في أعمالِنا، ولنَنْوِ بدايةَ حياةٍ جديدةٍ عاليةِ الهِمّة، ولنتقرَّبْ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ.
قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((مَن تَقَرَّبَ إلَى اللهِ شِبْراً، تَقَرَّبَ إلَيهِ ذِراعاً، وَمَن تَقَرَّبَ إلَى اللهِ ذِراعاً، تَقَرَّبَ إلَيهِ باعاً، وَمَن أقْبَلَ عَلَى اللهِ ماشِياً، أقْبَلَ اللهُ إلَيهِ مُهَرْوِلاً، واللهُ أعْلَى وَأجَلُّ، واللهُ أعْلَى وَأجَلُّ، واللهُ أعْلَى وَأجَلُّ)).
حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (رقم: 21374) عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.
 
 
إنَّنا بمجرَّد أن نعقدَ النِّيّةَ على الصُّلحِ مع الله، سنشعرُ براحةٍ نفسيّةٍ كبيرةٍ وعجيبةٍ، سنشعرُ بأنَّ هموماً كالجبالِ أُزِيلَت عنّا. 
فلنعقدْ نيّةً مخلصةً لله عزَّ وجلَّ، ولنَشُدَّ الهِمّةَ لتربيةِ أبطالِ الغد.... 
 

Post a Comment

0 Comments

Below Post Ad