لتحميل الصور على هيئة pdf برُكانُ الغضب
Type Here to Get Search Results !

برُكانُ الغضب

2
 









برُكانُ الغضب

  
داءٌ أصبحَ يقضُّ مضاجعَ النَّاس،  وما أبغضَه من داء!

وصَّانا الحبيبُ المصطفى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بأن لا نغضب. 

فقد روى البخاريُّ عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه: أنَّ رجلاً قالَ للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم: أوصِني. قال: ((لا تَغْضَبْ))، فردَّدَ مِرارًا قال: ((لا تغضب)). 

رواه البخاري (رقم: 6116) والترمذي (رقم: 2020) والإمام أحمد (رقم: 8744) عن أبي هريرةَ، وروى نحوه الإمام أحمد عن جارية بن قُدامة (رقم: 15964). 

نجد أنَّ معظمَ الأسبابِ التي تجعلُنا نغضبُ إنَّما هي أسبابٌ تافهةٌ لا تَستحِقُّ منَّا الغضبَ. وإنَّ الله عزَّ وجلَّ أعدَّ للذينَ يَصفَحُون ويَعفُونَ أجراً كبيراً

قالَ الله عزَّ وجلَّ:

 ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾[آل عمران: 134]. 

إنَّما الغضبُ كبركانٍ ينفجِرُ في قلبِ الإنسان، فيتحكَّمُ بأعصابِه وأركانِه وتصرُّفاتِه، ولكن من الحكمةِ إيقافُ هذا البركانِ قبلَ أن ينفجرَ. 

فماذا علينا أن نفعلَ لنوقِفَ الغضب؟ 

هنالكَ وَصايا كثيرةٌ أوصانا بها الحبيبُ المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي تعلِّمُنا وتساعدُنا لنتعلَّمَ كيف نوقفُ الغضب؟ 

١. الاستعاذةُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم 

عن سلمانَ بنِ صردٍ رضي الله عنه قال: استبَّ رجلانِ عندَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأحدُهما يسبُّ صاحبَه مُغْضَباً قدِ احْمَرَّ وجهُه. فقالَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنِّي لأعلمُ كلمةً لو قالَها لذَهَبَ عنه ما يَجِدُ؛ لو قالَ: أعوذُ باللهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيم)).

رواه البخاري رقم (6115) ومسلم رقم (2610).

٢. السُّكوتُ

 قالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:

((إذا غَضِبَ أحَدُكُم فَلْيَسْكُتْ)).

رواه الإمام أحمد (رقم: 2136) عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (رقم: 693)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم: 1375).

٣. الجلوسُ

 عن أبي ذَرٍّ الغِفاريِّ رضيَ الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: 

((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)).

رواه الإمام أحمد (رقم: 21348) وأبو داود (رقم: 4782)، ورجاله ثقات، كما قال الشيخ شعيب الأرناؤوط، وصحَّحه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (رقم: 694).

٤. الاضطجاعُ

ويدلُّ عليه حديث أبي ذرٍّ الغفاريِّ رضي الله عنه السَّابق.

٥. الوُضوءُ

الغَضَبُ جمرةٌ منَ النّارِ تتوقَّد في قلب الإنسان، فيظهرُ أثرها على أعضاء جسده، ونحن ندركُ أنَّ الغضبَ منَ الشَّيطانِ، وأنَّ الشَّيطانَ خُلقَ منَ النّارِ، وإنَّما تُطفَأ النّارُ بالماءِ، فإذا ما شعر أحَدُنا بالغَضِبِ، فَلْيَتَوَضَّأ؛ ليطفئَ هذه الجمرةَ التي تتَّقدُ في قلبِه، ويتخلَّصَ من الشيطانِ ومكرِه. 

٦. الاستغفارُ

الاستغفارُ علاجٌ مهمٌّ لجميعِ المشاكلِ، وليس للغضبِ فقط.

عندما يستغفرُ المسلمُ تَهدأُ نفسُه، ويطمئنُّ قلبُه، وإذا كان غاضباً وجدَ ثورةَ الغضبِ قد ذهبَتْ عنه بمجرَّدِ الاستغفارِ فقط، وهذه نعمةٌ عظيمةٌ من نِعَمِ الله عزَّ وجلَّ علينا.

قال الله عزَّ وجلَّ:

﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾[الرعد: 28]. 




تطبيقُ النَّشاط:

في هذا النَّشاطِ قمتُ بتصميمِ بركانٍ منَ الورقِ، ثمَّ كتبتُ على ورقٍ الأعمالَ التي يجبُ أن نعملَها لإيقافِ الغضب، ووضعتُ هذه الأوراقَ بالتَّرتيبِ داخلَ البركان؛ فإذا غضبَ الطِّفلُ اتَّجهَ إلى بركان الغضب، وسحبَ الورقةَ الأولى، ثمَّ طبَّقَ العملَ المكتوبَ فيها، وإذا وجد أنَّه ما زال غاضباً، سحبَ الورقةَ الثانية، وعليه تطبيقُ العملِ المكتوب فيها، وهكذا.

بهذه الطريقةِ يتعلَّمُ الأطفالُ كيفيّةَ معالجةِ الغضب. 

الورقُ جاهزٌ للطَّبعِ لتطبيقِ النَّشاط. 
 




















Post a Comment

2 Comments
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.

Below Post Ad